المستشرقون

في واقع الأمر، لا يُكِن جميع المستشرقين البغض للمسلمين، ولا يضمرون العداء للإسلام. فهناك نماذج كثيرة لم تطعن في الإسلام والمسلمين، بل سعت جاهدة إلى الإعلاء من شأنهم وتصويرهم بما يليق بهم. وهنا نذكر فئات المستشرقين المختلفة:

 أولاً: فئة قدمت للعالم أبحاثاً قيمة عميقة، وفي نفس الوقت كانت عادلة في حكمها، مُتَّزنة في دراساتها، مُنصِفة في نظرتها، فأشادت بالإسلام وبالرسول -صل الله عليه وسلم- وبحضارتنا الإسلامية.

 ثانياً: فئة قد وقعت في المحظور دون قصد أو تعمد، فلم تنصف الإسلام وتاريخه وحضارته. وقد وقعت في ذلك نتيجة لجهلها بالعقيدة ونظمها، أو لقصور في البحث، أو لعدم التمكن من اللغة العربية.

 ثالثاً: فئة تعمَّدت الإساءة للإسلام والمسلمين ولنبي هذه الأمة بالرغم من أنها قد توصلت إلى أبحاث ذات قيمة علمية ودرست تاريخنا وحضارتنا.


 المصدر: ناصر الفقاري، وناصر العقل، الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة، دار الصميعي، ط1، 1413هـ/1992م، ص175-176.